كتب/علي مراد.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط أن ما يواجهه العالم اليوم اليوم ليس أزمة واحدة، ولا حتى عدة أزمات متداخلة، وإنما عدداً من الأزمات المستمرة أو المستديمة، حيث أصبحت الأزمة ليست حدثاً طارئاً يجري تجاوزه، وإنما واقعاً مستمراً يتعين التعايش معه والتعامل مع تبعاته.
وأضاف الأمين العام، في كلمته خلال ندوة بكلية الدفاع الوطني بسلطنة عُمان تحت عنوان “المتغيرات الإقليمية والدولية وأثرها على العمل العربي المشترك”، أن العالم عبر من قبل أزماتٍ اقتصادية خطيرة، مثل الأزمة العالمية في 2008 و2009، وأزمات جيوسياسية تُهدد الأمن والاستقرار، مثل الحرب على الإرهاب، ولكن هذه هي المرة الأولى منذ عقودٍ طويلة، التي يُعاني فيها العالم كله تقريباً من عددٍ من الأزمات المتلاحقة المتداخلة، سواء على صعيد الصحة أو المناخ، أو الاقتصاد العالمي أو الأمن، والأخطر أن تلك الأزمات لا يُنتظر لها حلٌ سريع أو مخرجٌ عاجل، بل صفتها الرئيسية هي الاستمرارية لفتراتٍ طويلة، مع تبعات ممتدة وعميقة الأثر.
وتناول أبو الغيط الأزمة الأوكرانية كنموذج للأزمات ذات البعد المستدام، موضحا أنها توشك أن تدخل عامها الثاني، ليست مرشحة لحسمٍ قريب، ذلك أن سقف المطالب الأوكرانية، والغربية في واقع الأمر، ليس مقبولاً من موسكو، بينما يحمل كل طرف تصور بإمكانية إحراز وضع أفضل من خلال العمل العسكري، لتحسين موقفه التفاوضي عندما تسكت المدافع، ويجلس الأطراف إلى طاولة الحل السياسي.
وليس صعباً تصور التبعات الرهيبة لتحول الأزمة الأوكرانية إلى أزمة ممتدة، بحسب الأمين العام، فالأطراف لا تتصارع عسكرياً في ساحة الحرب فحسب، وإنما ميدان المعركة، في واقع الأمر، هو العالم باتساعه، سواء عبر سلاح العقوبات الاقتصادية التي لا تدفع ثمنها روسيا وحدها، ولا حتى الأوروبيون الذين تألموا بشدة من آثارها العكسية، وإنما شعوب كثيرة عبر العالم عانت من آثار التضخم في أسعار الطاقة والغذاء جراء استمرار الأزمة.