الكاتب الصحفي ابراهيم مراد يكتب//الموقف المصري و مايحدث لدي الجار الشقيق.

60

السيدات والساده متابعينا حول العالم عبرصفحات الجمهوريه ,,

تراقب مصر، الجار القوي للسودان في جهة الشمال، ما يحدث في البلاد بقلق بالغ، لكنها تبدو مكتوفة الأيدي غير قادرة على اتخاذ موقف واضح من الصراع على السلطة هناك.

في الواقع، تجد مصر نفسها وسط معضلة على الرغم من أنها قد تتحمل أكثر من غيرها فاتورة صراع قد يطول.

فمصر مقربة من أحد أطراف الصراع – الجيش السوداني في حين يرجح أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) يلقى تأييد الإمارات التي تعد أحد أكبر الداعمين لمصر ماليا.

وتستضيف مصر نحو خمسة ملايين سوداني فروا من ويلات الفقر والقتال. وهناك اتفاقية لحرية الحركة بين البلدين، والتي تسمح للمواطنين من الجانبين بالتنقل بينهما في الاتجاهين للإقامة والعمل.

ومن الصعب ألا نلاحظ الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة في السنوات القليلة الماضية.

السيدات والساده

لقدأصبح الجميع يرى بوضوح تلك الزيادة في أعداد السودانيين في مصر لدرجة ظهور محطتين للحافلات في وسط القاهرة يطلق عليهما المصريون مازحين اسم “المطار السوداني”.

لكن هذا ليس هو السبب الوحيد الذي يجعل إرساء السلام والاستقرار في السودان قضية مهمة بالنسبة لمصر.

فوجود نظام ضعيف في الخرطوم أو ظهور نظام سياسي بديل معادٍ للقاهرة قد تكون له تداعيات خطيرة على الجارة الشمالية.

ولطالما اعتبرت مصر السودان حليفا لا يمكن الاستغناء عنه في نزاعها الطويل مع إثيوبيا حول سد النهضة المثير للجدل. ووصفت مصر مشروع الطاقة

الكهرومائية العملاق على النيل الأزرق بأنه تهديد وجودي نظرا لما ينطوي عليه استكماله من احتمالات التحكم في تدفق مياه النيل إلى مصر، التي تُعد العامل الأكثر أهمية لحياة المصريين.

ورغم الأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي تتمتع بها السودان بالنسبة لمصالح مصر الاستراتيجية، يبدو أن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر تواجه صعوبة بالغة في اتخاذ موقف يتمتع بالمصداقية من الفوضى في الخرطوم.

ولم يصدر الجيش المصري بيانا مقتضبا إلا بعد أن تبين أن بعض جنوده قد أسرتهم قوات الدعم السريع، وهو ما تعهد الرئيس السيسي بعده بيومين بعدم الانحياز إلى أي من طرفي الصراع، عارضا الوساطة من أجل تسوية الأزمة.

لكن قلة يعتقدون بوجود مصداقية خلف هذا الموقف المحايد.

لذا من الصعب أن نشاهد الرئيس السيسي وهو يدعم الجانب المعاكس من الصراع.

مع ذلك، جميع المسارات المحتملة للصراع في السودان تُعد محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجيش المصري.

وقد يؤدي التدخل بقوة لصالح أي من طرفي الصراع إلى نتائج عكسية تؤثر على المصالح الوطنية المصرية.

فبعد أن دعمت مصر أحد طرفي الصراع في ليبيا – الجنرال خليفة حفتر الذي فشل في الانتصار – لابد أن تكون القاهرة قد تعلمت جيدا من هذا الخطأ.

وكان من الواضح أن مصر كانت تنسق عن كثب مع الجيش السوداني، فالجنود المصريون الذين أسرتهم قوات الدعم السريع في السودان كانوا هناك للمساهمة في تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين. ولم يمر وقت طويل حتى تم إجلاء هؤلاء الجنود إلى مصر.

لكن يُمكن تفهم الأسباب التي تجعل من الصعب على مصر إعلان دعمها لأحد طرفي الصراع، أبرزها التعقيد الشديد الذي ينطوي عليه المشهد السياسي في السودان علاوة على التشابه الصارخ بين التطورات التي شهدها البلدان في الفترة الأخيرة.

فقد كان لكل دولة منهما الثورة الخاصة بها. وأسقطت الثورة المصرية حسني مبارك في 2011 بينما أسقطت الثورة السودانية عمر البشير في 2019، وكان للجيش دور حاسم في إسقاط الزعيمين.

، وهو ما أثار مخاوف مبررة لدى النخبة السياسية في الخرطوم حيال أن يشجع الجيش المصري نظيره السوداني على أن يتبع النهج نفسه.

و الان يواصل الجيش السوداني الإعلان بوضوح عن أن جنوده لن يوقفوا عملية التحول الديمقراطي، لكن الحركة الاحتجاجية التي قادت ثورة 2019، قوى الحرية والتغيير، لا تصدقهم ولديها مخاوف حيال التدخل المحتمل للجيش المصري.

ومن المعروف أن الإمارات، أحد أكبر الداعمين الماليين الرئيسيين للسيسي في الخليج، تقف في صف قوات الدعم السريع في السودان.

بقلمي….

//رئيس التحرير….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.