تتجه الأنظار وتتهافت القلوب إلى مدينة جلاسكو بأسكتلندا، حيث يترقب سكان الكون نتائج قمة المناخ هذا العام، آملين فى قرار حاسم، وإجابة واضحة عن السؤال المهم، كيف سينجو العالم من هذا التهديد الوجودى؟، وما الممكن فعله لتتجنب الأجيال المستقبلة مستويات أسوأ من الاحتباس الحرارى حال الفشل فى إبطاء معدلات ارتفاع الحرارة الذى يحدث مع حرق الغاز والنفط والفحم، وذلك فى ظل الكوارث التي حدثت وتنذر بخطر حقيقى نحو مستقبل مهدد لحياة الأجيال القادمة، فكلنا رأينا فيضانات وحرائق غابات لا تنطفئ حول العالم.
وأعتقد، أن جائحة كورونا العالمية ينطبق بشأنها المثل القائل “رب ضارة نافعة” لأنها كشفت حجم الخطر، ووضعت العالم أمام مسئولياته، بل أوجبت ضرورة وحتمية المواجهة، وخاصة إن إهمال البعد البيئي في النظام الاقتصادي العالمي أدى لانتشار الأمراض المعدية، ومنها كورونا التي كادت أن تفتك بالعالم، ورأى العالم كيف استطاعت هذه الجائحة أن تشل حركة الكون، وتسقط أعتى المنظومات الصحية، وتصيب ملايين البشر في صحتهم وأرزاقهم، وتهدد مستقبلهم، ومن جهة أخرى رأى العالم أيضا ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، لم يحدث منذ سنوات طوال، كان سببا لانتشار حرائق الغابات والفيضانات في كثير من الدول، ليعلم الجميع بعد عام عصيب أن الوضع الآن لا يحتمل أى رفاهية، فإما التحدى والاتحاد للمواجهة، وإما دمار قادم لا محالة.