د. إيمان السيد/ تكتب للجمهوريه: ابنتك المراهقة وحاجتها النفسية لاحتوائك

632

متابعينا الافاضل،

انمرحلة المراهقة وتقلباتها الفسيولوجية والسيكولوجية تبدأ عادة فى سن الحادية عشر، ويبدأ التغيير الجسمانى والنفسى وهنا يعانى العديد من أولياء الأمور من عدم القدرة على التعامل مع أولادهم بسبب تمردهم وعنادهم وعدم الانصياع لأوامرهم كما كانوا فى السابق.. وخاصة الأمهات مع المراهقات دائمًا ماتشكو الأم من كثرة خوفها على ابنتها من المجتمع وانصياعها لأصدقائها والقلق من عدم القدرة على تقبل النصح والعمل به ودخول أبنتها فى أزمات حرجه معها.

على الأمهات والآباء التعرف أولاً على هذه المرحلة فيجب العلم أن هذه المرحلة مليئه بالطاقة ويجب استثمارها بشكل جيد فجميعنا نمر بتطور فى شخصيتنا ومراحل حياتنا فمرحلة ما قبل المراهقة هى التمهيد والبناء واللبنة الأولى لمرحلة إثبات الذات ومحاولة المراهق فى هذه المرحلة لتوازن الذات مع المجتمع فلذلك يجب منذ الطفولة تقبل الطفل وإعطائه فرصه للتحاور واحتوائه ومشاركته فى آرائه، حتى تصل معكِ إلى هذه المرحلة وهى مقربه إليكِ تستمع لك وتصارحك بما تمر به حتى لا تبحث عن آخرين، حاولِ ألا توجهى لها النقد بكثرة أو التعنيف على سلوك قامت به، تحدثِ إليها بصورة مبسطه صادقى أبنتك وكونى على قُرب منها.

عزيزتى الأم لا تحاولى دائما الظهور بصورة الملاك الذى لايخطئ، واحذرى المراهق دائما لا يتقبل النصح بصيغة الأمر المباشر، لا تعتقدى أن كثرة النقد ستحول ابنتك كما ترغبين، حاولِ دائمًا تقديم الشكر لابنتك عند قيامه بعمل جيد، أعلمى دائما أنها بحاجه لاستيعاب ما تمر به من صراع داخلى لتغيراتها التى تطرأ عليها، امنحى ابنتك الإحساس منك بالرعاية والاهتمام.

كونى على يقين أن هذه المرحلة عادة لا تستطيع التمييز بين الصواب والخطأ مع رغبتها فى تحقيق مصالحها الشخصية ورغبتها فى مزيد من الحرية والاستقلال، تحدثى مع ابنتك عن كل ما يمكن أن تواجهه فى المتجتمع وكيف يمكن أن تتعامل مع ذلك.

وجهى ابنتك المراهقة للصواب بلطف، حاولى دائمًا وضع قصص ونماذج لأشخاص حقيقية تقتدى بهم وتتعلم منهم فذلك له تأثير قوى على المراهقين، ابتعدى عن أسلوب المراقبة والشك فذلك قد يصيبها بالاكتئاب وعدم الثقة بنفسها، ساعديها بطرق غير مباشرة وأنك دائمًا ماتثقى بها وبأفعالها وآرائها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.