أحداث متسارعة وتطورات متلاحقة كل دقيقة تشهدها دول العالم منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية داخل الأراضي الأوكرانية، وهي العملية التي تسببت في ردود أفعال واسعة في العالم أجمع، وتابعنا على مدار الأيام الماضية نتائج العمليات العسكرية إلا أن تركيزنا الأكبر كان متابعة أوضاع الجاليات العربية بشكل عام والجالية المصرية بشكل خاص، والتي تتواجد في الأراضي الأوكرانية سواء بغرض العمل أو الدراسة.
حالة من القلق والترقب سادت في مصر خوفًا على حياة أكثر من 6 آلاف مواطن مصري يتواجدون في الأراضي الأوكرانية إلا أن التفاعل السريع للدولة المصرية، وفي مقدمتها وزارة الخارجية التي تحركت بشكل عاجل عبر سفارة مصر في كييف وسفارات مصر في دول الجوار الأوكراني، لبحث سبل إعادة المواطنين العالقين، خاصة في المناطق التي تشهد حرب مستعرة خاصة في مدينة خاركيف شرق أوكرانيا، يشير إلى وجود استراتيجية حقيقية لدى مصر تجاه أبنائها في الخارج خلال الأزمات.
جزء من استراتيجية الجمهورية الجديدة في مصر ظهرت في تعامل مؤسسات الدولة المصرية مع أزمة المصريين العالقين في أوكرانيا أو دول الجوار الأوكراني، فقد عملت وزارة الخارجية والوزارات الأخرى المعنية على مدار الساعة، وذلك لتأمين عمليات إجلاء المواطنين المصريين العالقين بالتنسيق والتعاون مع أبناء الجالية المصرية التي تتواجد على الأرض في مدن أوكرانيا، ونجحت تلك الجهود في تأمين عملية إجلاء المواطن المصري الوحيد المصاب في أوكرانيا رفقة أسرته إلى بولندا تمهيدا لنقله إلى القاهرة بعد استقرار حالته الصحية، بالإضافة إلى تأمين عملية إجلاء المئات من المواطنين المصريين الذين تمكنوا من الانتقال لدول الجوار الأوكراني.