مرت الأيام و أقبل علينا شهر رمضان الكريم بطيب خواطره و عطر نفحاته المباركة تلك النفحات التي جعلها المولي تبارك و تعالى لتطهر قلوبنا و نفوسنا من وساوس الشيطان ودنس المعصية فهي دعوة لنا جميعاً بأن نتحلي بمبادئ و أخلاق الإنسانية ونبذ كل ما يشين هذه النفس ونحن مطالبين بأشياء كثيرة تمليها علينا ضمائرنا بأن نتراحم فيما بيننا وننبذ الحقد و الكراهية و الاستغلال بين الناس فما يعانيه العالم بأسره هذه الأيام بسبب اشتعال الحرب بين روسيا و أوكرانيا أصاب العالم بالفوضي الاقتصادية التي امتدت الي المواطن الفقير الذي يتكبد و يشقي من اجل مواكبة الحياة ولن يحافظ علي بقاء المجتمع إلا المجتمع نفسه فعلي محتكري السلع ممن ينتظرون مزيدا من الأرباح ومن أصحاب الثروات و المليارات وأصحاب المدن العملاقة مساندة هذا الوطن في تلك المحنة التي تشقي الدولة من أجل أن تتخطاها فهذا واجب ديني ووطني لكل فرد عليه أن يلقي الله تعالي بثمرة عمله فقد أمر الله تعالى بالجهاد بالمال في مثل هذه الكبوات فيقول الحق تبارك و تعالي ((انفروا خفافآ وثقالآ و جاهدوا بأموالكم و انفسكم في سبيل الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون)) كذلك قوله تعالى ((لن تنالوا البر حتي تنفقوا مماتحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم )) ولقد حثنا رسولنا الكريم في كثير من أحاديثه الشريفه التي تدعونا إلي فعل الخيرات بين الناس فعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما نقص مال من صدقة ومازاد الله عبدآ بعفو إلا عزة وماتواضع أحد لله إلارفعه )) فالحديث الشريف يسرد لنا بعض الصفات التي لابد أن نتحلي بها من صدقات وعفو عند المقدرة و التواضع بين الناس لنحصد البركه و العزة و الرفعة من الله تبارك و تعالي فمما أجمله من كلام نبوي يؤسس عقيدة النفس البشرية في التعامل بين الناس و لنعلم جميعاً اننا أسباب قد نستطيع مساعدة الأخرين اليوم ولا يستطيع أحد مساعدتنا يوما نقف فيه أمام الله إلا أعمالنا أمام المحكمة الآلهيه لن ينفع ولن يجدي الكلام سوف يختفي الكل يندثر الجميع ولن يجد كل منا إلا حارسا واحدا هو عمله أين ذهبت الدنيا بزخرفها وهيلمانها وأمجادها وشهواتها كانت يوما اوبعض يوم، كانت ساعة من نهار، هكذا سوف يتخافت المجرمون ويتهامسون من فزع يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ولا تقتصر مساعدة الناس علي المال فقط وإنما بالنفس النقيه التي تتسامح و تعفو وتتواضع و تتراحم تلك النفس التي تسعي الي الأعمال الصالحه وتنبذ الأعمال الطالحه و تريد أن تلقي الله تعالي بنفس راضية مطمئنه وتترك لأبنائها السيرة العطرة التي تحببهم في فعل الخيرات و ابتغاء مرضات الله تعالي في نفوسهم و قلوبهم و أموالهم فلنجتهد جميعاً ولنعي جيداً ان الدنيا ليست دار مقر و خلود و إنما هي دار اختبار و ابتلاء فقد عبرعنها الإمام الشافعي قائلأ ((إن لله عبادآ فطنا _تركو الدنيا وخافوا الفتنا نظرو فيها فلما علموا _ انها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا _صالح الاعمال فيها سفنا )) فصالح الاعمال هي السفن التي نعبر بها وتنجي صاحبها من الهلاك فالنتقرب جميعاً إلي الله بصالح الأعمال ونبتعد عن هوي النفس وحب المال والبعد عن الله قال تعالي (( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من ذكاها وقد خاب من دساها )) فما اعظمه من جهاد تشقي به النفس فيكون مسعاها و مرادها ان تلقي الله تعالي بمخزون كافي من الاعمال الصالحه وليس مخزون كافي من المال و الحقد و حب النفس و استغلال الفقراء من الناس . رحم الله آباءنا و أجدادنا وكل من علمنا كيف نتاجر مع الله . جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وغفر الله لي ولكم ولأبائنا و امهاتنا ببركه الشهر العظيم وكل عام وانتم بخير.