تقرير/سما نبيل.اشراف.سيدعبدالقوي.
يحتفل الشعب المصري في مثل هذا اليوم من كل عام ب ” عيد القوات الجوية “؛ و ذلك نسبةً إلي واحدة من أكبر و أعظم انتصارات مصر علي إسرائيل و التي ظلت محفورة دائمًا في أذهان الشعب المصري، و هي معركة ” المنصورة الجوية “. وقعت معركة المنصورة الجوية بين مصر و إسرائيل في يوم 14 أكتوبر 1973؛ و هي تُعد إحدي معارك حرب أكتوبر المجيد و واحدة من أعنف المعارك الجوية التي شهدها التاريخ الحديث. فقد حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات بدلتا النيل لكي تحصل علي التفوق في المجال الجوي، و الذي سيمكنها من التغلب علي القوات الأرضية المصرية. حيث أطلقت إسرائيل غارة كبيرة الحجم مكونة من 120 طائرة مقاتلة من طراز ” F4 فانتوم ” و ” A4 سكاي ” و ” ميراج 2000 “، و ذلك في مقابل 80 طائرة حربية تابعة للقوات المصرية من طراز ” ميج 21”، و ” سوخوي 7 “، و “ ميراج 2000 “. و قد استمرت المعركة لمدة 53 دقيقة متواصلة؛ مما يجعلها تُسجل كأطول معركة جوية في التاريخ العسكري الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلي أنه كان هناك مناورات أيضًا تتم علي مسافة 150 مترًا. و قد كان الهدف الرئيسي للعدو من تلك المعركة هو السيطرة على الأجواء المصرية لتسهيل عمليات القصف الجوي علي الأهداف العسكرية المصرية؛ و تدمير قواعد الطائرات المصرية في دلتا النيل، لمنع الطائرات المصرية من القيام بعمليات قتالية. و بالفعل استطاعت القوات الجوية المصرية إسقاط عدد هائل من طائرات العدو رغم تعدد الطائرات الإسرائيلية. حيث وصل حجم الخسائر إلي 17 طائرة إسرائيلية تم إسقاطها فوق سماء الدلتا من طراز ” فانتوم ” خلال الحرب، بينما خسرت مصر 5 طائرات مصرية فقط، اثنان منهما بسبب نفاد الوقود. و بذلك انتهت المعركة الجوية بانتصار القوات الجوية المصرية رغم التفوق العددي و النوعي للطائرات الإسرائيلية، و هو ما يُعد خسارة فادحة للكيان الصهيونى. و حينما نتحدث عن معركة المنصورة الجوية، يجب ألا ننسي العديد من الشخصيات البارزة التي شاركت في تلك المعركة الجوية، و التي تُعد بمثابة رموز لامعة في القوات الجوية المصرية. فمن بين تلك الرموز، هناك اللواء طيار أركان حرب/ محمد قدري عبد الحميد، أحد أعمدة القوات الجوية المصرية و رمزًا للبطولة و الشجاعة. كان اللواء قدري أول من أعترض و شارك ضد الطائرات الإسرائيلية في معركة المنصورة الجوية الشهيرة عام 1973؛ حيث قفز بالمظلة من طائرته بعد أن أسقط طائرة للعدو في تلك المعركة. الجدير بالذكر أن طائرته التي اشتبك بها تصدرت بانوراما حرب أكتوبر، كشاهد علي بسالته. بالإضافة إلي شخصية أخري من تلك الرموز اللامعة و هو اللواء/ عبد المنعم همام، أحد أبطال معركة المنصورة الجوية في حرب 1973 و رمز آخر للشجاعة؛ حيث شارك في المعركة برتبة نقيب طيار ضمن أول تشكيل جو للتعامل مع الهجوم الإسرائيلي، و قد كان يبلغ من العمر 23 عامًا حينها. ذلك بالإضافة لجميع الطيارين المصريين الذين تحلوا بالشجاعة و الثبات و تمكنوا من إلحاق الهزيمة بالعدو. في النهاية، ستظل دائمًا معركة المنصورة معركة خالدة في أذهان الشعب المصري و فخرًا للقوات الجوية المصرية. فهي نقطة تحول أساسية في الحرب، و تُعد بمثابة دليلًا واضحًا علي كفاءة الطيارين المصريين، و شجاعتهم و إقدامهم في الدفاع عن بلادهم.