الدكتورعبدالعظيم رمضان يكتب/التخبط داخل المجتمع الاسرائيلي..

المتابعين الافاضل اينما كنتم حول العالم عبرصفحات الجمهوريه..

السيدات والساده:

شهد المجتمع الإسرائيلى على مدى سنوات طويلة صراعاً مفتوحاً بين المتطرفين فكرياً وسياسياً واجتماعياً، والمعتدلين ممن شكلوا «معسكر السلام» الذى ضم الداعين لفتح قنوات للحوار والتفاهم مع الجانب العربى، وإعمال الحكمة والمنطق لإنهاء الصراع.

وشكل «معسكر السلام» ما نسبته (20% إلى 25%) من المجتمع الإسرائيلى، وكانت النسبة تتغير صعوداً وهبوطاً، مع مجريات الصراع وتطورات الأحداث السياسية والأمنية، وإذا ما حدثت انفراجة فى العملية السلمية كانت النسبة ترتفع، ويحدث العكس تماماً مع تصاعد الصراع إلى العنف المسلح بين الطرفين.

وسارت المعادلة على هذا النحو، إلى أن وصل المتشددون إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع، وتحكموا فى مراكز صنع القرار، وهو ما تأكد تماماً خلال الشهور الماضية، التى كشفت تعمد قوى اليمين فى الحكومة الإسرائيلية عرقلة أى مبادرات لإنهاء العدوان الهمجى على غزة.

لم تكن العوامل السياسية المرتبطة بتطورات الصراع وحدها هى التى أدت إلى التراجع الملحوظ لـ«معسكر السلام الإسرائيلى»، فعلى الجانب الآخر ارتبط صعود قوى اليمين المتطرف، بعوامل اجتماعية وديموجرافية غيرت من طبيعة المعادلة.

وشهدت التركيبة السكانية فى إسرائيل تراجعاً نسبياً فى أعداد اليهود الغربيين (الأشكناز) الذين شكلوا العمود الفقَرى لـ«معسكر السلام»، من خلال عضويتهم المؤثرة فى الجمعيات والأحزاب المكونة لهذا المعسكر.

وفى المقابل، ارتفعت نسبة اليهود الشرقيين (السفارديم)، وزادت تلك الأعداد بعد استقبال إسرائيل لليهود القادمين من روسيا، ممن أكدوا الصبغة الدينية المتشددة فى المجتمع الإسرائيلى.

وتبعاً لهذه المتغيرات، ارتفع صوت التطرف عبر صناديق الانتخابات، ووصلت قوى اليمين المتطرف للحكم، ومعها تصور واضح لحل الصراع مع العرب، من خلال السماح بوجود سلطة فلسطينية منزوعة القوة، ومحدودة الحكم فى مدن الضفة الغربية، وضم فعلى للمنطقة «ج»، التى تشمل مساحة (61%) من أراضى الضفة الغربية، وتضم المنطقة – باستثناء القدس الشرقية – حوالى 385٫900 ألف مستوطن إسرائيلى، وحوالى 300٫000 ألف فلسطينى، إلى الدولة الإسرائيلية، وذلك بالمخالفة لاتفاقية «أوسلو الثانية» التى نصت على مسئولية السلطة الفلسطينية عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية للفلسطينيين فى المنطقة، ومسئولية إسرائيل عن الجوانب الأمنية والإدارية والقانونية.

وينتهز أعداء معسكر السلام الإسرائيلى الفرصة الحالية بوجود حكومة يمينية متطرفة، ووجود قيادات كاريزمية، حسب توصيفهم، داخل هذه الحكومة، التى يقف على رأسها بنيامين نتنياهو لتعميق خطاب الكراهية ضد الفلسطينيين، والتأكيد على تطلع العرب الدائم لـ«محو إسرائيل»، بل التطلع أيضاً لـ«إبادة اليهود» أنفسهم، وتشجيع الميول القومية التى يعتبرونها «مقدسة» لضمان بقاء الدولة اليهودية على أرض الميعاد، دون أى تفكير فى أطروحات السلام التى يتبناها المعتدلون بحجة تعزيز القيم الإنسانية.

بقلمي…المشرف العام..

Related posts

Leave a Comment