المتابعين الافاضل اينما كنتم حول العالم عبرصفحاتنا صفحات الجمهوريه,,
انفجرت فضيحة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، وحاولت الحكومة الإسرائيلية التملص من التهمة الثابتة ضدها، وقالت إيناف شيمرون، المتحدثة باسم وزارة الصحة الإسرائيلية -آنذاك- فى بيان رسمى، إن «الممارسة» التى تحدث عنها الصحفى السويدى دونالد بوستروم فى التحقيق، هى قصة قديمة انتهت منذ سنوات!.
وبسبب هذا التحقيق توترت العلاقة بين دولة الكيان الصهيونى والسويد، وطالب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، الحكومة السويدية بإدانة ما ورد بالتحقيق الذى نشرته صحيفة «أفتونبلاديت» اليومية والأوسع انتشاراً، وقال «نتنياهو» إن الاتهامات التى أوردها الصحفى «فظيعة».
وصدمت السويد رئيس الوزراء الإسرائيلى بردها، وقال وزير خارجيتها، كارل بيلت، إن الحكومة لا يمكنها إدانة المقال، لأن حرية التعبير مكفولة بنص الدستور السويدى.
جريمة سرقة أعضاء الفلسطينيين، التى حاولت الحكومة الإسرائيلية إنكارها، بعد أن فضحها الصحفى السويدى «المزعج»، ما زالت قائمة حتى الآن، وتتم بعلم رئيس حكومتها «نتنياهو» الذى كان على رأس حكومة الكيان المحتل أيضاً، عندما تم الكشف عن الفضيحة عام (2009).
وما أشار إليه بيان «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، الصادر عبر «دائرة العلاقات الخارجية» بها، حول استمرار السلطات الإسرائيلية فى ارتكاب تلك الجريمة الممنهجة، أكدته تقارير لمؤسسات دولية أخرى، لا يمكن أن تكون محسوبة على أحد طرفى الصراع.
فى نوفمبر الماضى (2023) أعرب «المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان»، فى بيان له، عن مخاوفه بشأن سرقة أعضاء مفقودين فلسطينيين وجثث شهداء، خلال العدوان الأخير على غزة.
ودعا المرصد إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق فى احتجاز الجيش الإسرائيلى جثث الضحايا من مجمع الشفاء الطبى فى غزة، والمستشفى الإندونيسى فى شمال القطاع، واحتجاز جثث أخرى من محيط ممر النزوح إلى وسط وجنوب القطاع، الذى خصصه على طريق صلاح الدين الرئيسى.
وأكد «المرصد الأورومتوسطى» أن الجيش الإسرائيلى عمد كذلك إلى نبش مقبرة جماعية فى إحدى ساحات مجمع الشفاء الطبى، واستخرج الجثث منها واحتجزها، بعد دفنها بعدة أيام.
ولفت المرصد إلى شبهات سرقة الأعضاء من جثث الفلسطينيين، وتضمن بيانه ملاحظات، أدلى بها أطباء فى غزة، حول سرقة أعضاء مثل قرنية العين وقوقعة الأذن، وأعضاء حيوية أخرى مثل الكبد والكلى والقلب.
بيان «المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان» يكتسب أهميته كونه صادراً عن منظمة دولية مستقلة، معنية بقضايا حقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، ويقع مقرها الرئيسى فى عاصمة أوروبية «جنيف»، ولها مقر إقليمى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، أى فى قلب الصراع.
جريمة «سرقة أعضاء الفلسطينيين» تضاف إلى سلسلة من الجرائم التى ترتكبها إسرائيل، بعد حصولها على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، التى تمنحها أيضاً السلاح المدمر بدون حساب، وفى الوقت نفسه تلبس قناع الوسيط لإنهاء الحرب، وما زال العالم كله عاجزاً عن وضع حد لهذه المأساة الإنسانية، لكنه -إحقاقاً للحق- يراقب المشهد عبر شاشات التليفزيون.. ويتأسى.